الفاشية والأيديولوجيا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
للفاشية تاريخ طويل ويشمل العديد من المصادر. استقى الفاشيون الإلهام من المصادر القديمة مثل الإسبارطيين لتركيزهم على النقاء العِرقي وتشديدهم على حُكم نخبة الأقلية. وعُقدت رابطة بين الفاشية ومُثُل أفلاطون، رغم وجود الفروق الجوهرية بينهما. صاغت الفاشية نفسها باعتبارها الوارث الأيديولوجي لروما، وخصوصًا الإمبراطورية الرومانية. تموضع في صُلب الآراء العنصرية التي تبنتها النازية المفهوم من عصر الأنوار «الثقافة الآرية العالية والنبيلة» المضادة للثقافة السامية «الطفيلية». وفي الفترة ذاتها، ترك رأي جورج فيلهلم فريدريش هيغل بخصوص السلطة المطلقة أثرًا عميقًا في الفكر الفاشي. ويُذكر أن الثورة الفرنسية كانت محورية التأثير إذ اعتبر النازيون أنفسهم محاربين ضد العديد من الأفكار التي أسهمت الثورة في صعودها، وخصوصًا الليبرالية، والديمقراطية الليبرالية، والمساواة العِرقية، في حين استفادت الفاشية إلى حد كبير من الفكرة الثورية المتعلقة بالقومية. تشمل الموضوعات المشتركة في أوساط الفاشيين ما يلي: القومية (بما فيها النزعة القومية العنصرية)، والهرمية، والنخبوية، والعسكرة، والتدين العلماني، والذكورية، والفلسفة. كما يمكن ملاحظة أن الجوانب الأخرى من الفاشية، مثل «أسطورة الانحطاط»، ومعارضة المساواة، والشمولية تنبع من الأفكار المذكورة آنفًا. رغم ذلك، يمكن نسبة الجوانب الرئيسية للفاشية إلى مفهوم يُعرف باسم «الولادة الجديدة للقومية المتطرفة»، وهي نظرية طرحها روجر غريفين، مفادها أن الفاشية هي عبارة عن مزيج بين الشمولية والتطرف القومي يكتسب قداسة عبر أسطورة النهضة والانبعاث القومي.
تتسم طبيعة علاقتها بغيرها من الأيديولوجيات السائدة في زمانها بالتعقيد، عادة ما اتخذت طابعًا عدائيًا وركزت على تجيير جوانبها الشعبية. دعم الفاشيون حقوق الملكية الخاصة للعِرق الآري ودافع الربح في الرأسمالية، ولكنهم سعوا إلى إلغاء استقلالية الرأسمالية الشاملة عبر تعزيز السلطة الخاصة ضمن الدولة. اشترك الفاشيون مع المحافظين في عصرهم في تبني العديد من الأهداف، وتحالفوا معهم من خلال استقطاب الأنصار من صفوف المحافظين الساخطين، وقدموا أنفسهم كبديل يحمل أيديولوجية أكثر معاصرة، وذات تركيز أقل على الجوانب التقليدية مثل الدين. عارضت الفاشية المساواة (المساواة الشعبية) والطابع الدولي للاشتراكية السائدة، ولكنها سعت أحيانًا إلى تقديم نفسها باعتبارها بديلًا اشتراكيًا قوميًا. عارضت الفاشيةُ كلًا مِن الليبرالية، والشيوعية، والاشتراكية الديمقراطية معارضة شديدة.