الغزو الياباني المقترح لأستراليا خلال الحرب العالمية الثانية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
في أوائل العام 1942 اقترحت عناصر من البحرية اليابانية الإمبراطورية غزو البر الأسترالي. قوبل هذا المقترح بمعارضة من قبل الجيش الإمبراطوري الياباني ورئيس الوزراء هيديكي توجو الذي اعتبر الغزو أمرًا غير ممكن نظرًا إلى جغرافيا أستراليا وقوة دفاعات التحالف. وعوضًا عن ذلك، تبنى الجيش الياباني إستراتيجية عزل البر الأسترالي عن الولايات المتحدة عن طريق التقدم عبر المحيط الهادئ. جرى التخلي عن هذا الهجوم في أعقاب معركة بحر المرجان ومعركة ميدواي في مايو ويونيو من عام 1942، وكل العمليات اليابانية اللاحقة في أراضي أستراليا كانت قد نُفذت بهدف إبطاء تقدم قوات الحلفاء.
كل ذلك كان على الرغم من المعارك الكبرى بما فيها معركة خليج ميلن التي تكبد اليابانيون فيها أولى هزائمهم في المعارك البرية على يدي كتيبة أسترالية وحملة كوكودا حيث منع الأستراليون اليابانيين من الوصول إلى مرفأ مورسبي على الأراضي الأسترالية لبابوا غينيا الجديدة أواخر العام 1942. تعرضت بلدتا داروين وبروم لغارات جوية مرات عديدة وتنبّه الأمريكيون والأستراليون جراء تعرض ميناء سيدني أيضًا لهجمات من قبل غواصتين صغيرتين إلى أن اليابانيين كانوا يعدون الغزو احتمالًا واردًا بشدة. وفّر احتمال غزو ياباني الدعم أيضًا للتخطيط الاستراتيجي لخط بيزبين.
يذكر الرئيس السابق لنصب الحرب الأسترالية المؤرخ الدكتور بيتر ستانلي أن الجيش «الياباني استبعد الفكرة على أنها محض هراء» بعد أن كان على دراية بأن القوات التي أرسلت جنوبًا ستضعف اليابان في الصين وفي منشوريا في وجه التهديد السوفييتي. لم يكتفّ الجيش الياباني بإدانة الخطة، بل استنكرها أيضًا رئيس الأركان البحرية العامة بعد عجزه عن تأمين المليون طن من الشحن التي كان الغزو سيستهلكها.[1]
في أستراليا، كانت الحكومة والجيش والشعب في حالة تأهب قصوى بعد سقوط سنغافورة في فبراير من عام 1942 تحسبًا لغزو ياباني محتمل. بالرغم من أن اليابان لم تخطط قط لغزو أستراليا، أفضى الخوف السائد إلى توسع في جيش أستراليا والاقتصاد الحربي وكذلك أيضًا علاقات أقوى مع الولايات المتحدة الأمريكية.[2][3]