العصر الحجري الصيني
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الصين هي أحد مواطن الانسان الاول. ففى أزمنة مبكرة جدا كان يعيش في هذه البقاع أسلاف الشعب الصينى الذين كشفت الحفريات عن آثارهم في بكين ومقاطعات يوننان وشنشي وشانشي وقويتشو وخنان. وقد عثر في مقاطعة يوننان على أسنان متحجرة من 1700000 سنة تعودلإنسان يوانمو وهو أقدم إنسان في الصين عرف حتى الآن. وجاء بعده إنسان لانتيان المكتشف في مقاطعة شنشى[1] ويرجع إلى ما قبل 800000 م سنة فإنسان بكين[2] قبل 400000 - 750000 سنة[3]، وكان يقيم في تل لونغقو قرب تشوكوديان جنوب غربى بكين.[4] ومن منبوشات الادوات الحجرية المتواضعة التي استعملها انسان بكين، ومخلفات النار وأحافير الثدييات استكملت صورة واضحة للانسان الأول في تاريخ الصين.[5]
يحمل رأس انسان بكين شبها مع القرد البشري نجده في خواصه التشريحية التالية: جبهة منخفضة مع عظمتين غليظتين متصلتين فوق عينيه، أنف افطس عريض، فم ناتئ، وجبهتان بارزتان، فضلا عن الجمجمة السميكة التي تصغر جمجمة الإنسان الحديث.[6] وثمة مع ذاك تطور اصاب اطرافه الاربعة نتيجة لاستخدامها في العمل مكنه من التصرف بها حسب حاجاته رغم ان رجليه ظلتا غير تامتي الاستقامة. وقد جلب هذا التطور في الاطراف الاربعة تطورا مماثلا على الرأس والدماغ. . وبهذه الخواص يتميز انسان بكين عن القرد البشري.
تمكن انسان بكين من صنع الادوات البسيطة من الحجر والخشب، مسجلا بذلك أحد الفروق الاساسية بين الإنسان والحيوان. وتمثل هذه الادوات، التي استعملت للصيد والجني، الحقبة المبكرة من العصر الحجرى القديم. واقتبس النار من الغابات المحترقة بفعل الصواعق وحفظها طوال السنة[3] وقد استخدمها للحصول عل الطعام الناضج السهل الهضم الذي ساعد على تقوية بدنه، كما عزز بها قدرته على تحدى الطبيعة باستخدامها للإضاءة والتدفئة وطرد الضوارى.[7]
ولعدم كفاءة الادوات تعذر على انسان بكين أن يحصل منفردا عل قوته فكان يعمل جماعيا. ولتأمين سلامته فقد عاش كذاك بشكل جماعي. وكان يخرج نهارا في زمر ليجمع النباتات ويقتنص الحيوانات الصغيرة بالحجارة أوالعصي، وتستهلك مكتسبات النهار من قبل المجموع. وكانت تسرح في هذه البقعة التي تمتاز برطوبتها واعتدال مناخها قطعان الأوابد والضواري كالحصان البري والأيل المرقط والغزال والكركدن والدب والذئب والنمر ذي الأسنان السيفية. اما مهجعه ففى الكهوف الجبلية التي تحميها المشاعل الدائمة من غزو الوحوش. وفي أثناء العمل الجماعى صار بإمكان إنسان بكين أن يعبر عن مشاعره ويتبادل افكاره بأصوات لغوية بسيطة بمساعدة الإيماء.[8]