الزراعة في إسكتلندا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تشمل الزراعة في اسكتلندا استخدامات الأراضي للنشاط الزراعي أو البستاني أو الرعوي في اسكتلندا أو حول سواحلها. تعود أولى حالات الاستيطان الدائم المصحوب بالعمل الزراعي إلى العصر الحجري الحديث، منذ ما يقارب 6000 سنة. مع بداية العصر البرونزي، قبل 2000 عام، انتشرت الأراضي الزراعية على حساب الغابات. انتشرت زراعة المدرجات والمتون ابتداءً من العصر الحديدي (بدءًا من القرن السابع الميلادي). حدث انخفاض في النشاط الزراعي خلال فترة الاحتلال الروماني، وكانت بدايات العصور الوسطى فترة تدهور مناخي وأدى ذلك إلى زيادة مساحات الأراضي غير المنتجة. كان على معظم المَزارع تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطعام، الذي يُستكمل النقص فيه عن طريق الصيد وجمع الثمار. زُرع الشوفان والشعير أكثر من الذرة، وكانت الأبقار أكثر الحيوانات المستأنسة أهمية. سمحت الحقبة القروسطية الدافئة الممتدة من عام 1150 حتى عام 1300 بالزراعة في المرتفعات العالية وأصبحت الأراضي أكثر إنتاجية. أُدخِل نظام زراعة الحقول الداخلية والخارجية على الأرجح مع الإقطاع في القرن الثاني عشر. ازدهر الاقتصاد الريفي في القرن الثالث عشر، ولكن بحلول ستينيات القرن الرابع عشر حدث هبوط حاد في الإيرادات تلاه انتعاش بطيء في القرن الخامس العشر. شهدت بدايات العصر الحديث تأثيرات العصر الجليدي الصغير، الذي بلغ ذروته في نهاية القرن السابع عشر. شهد العقد الأخير من القرن السابع عشر ركودًا، تلته أربع سنوات من الزراعات الفاشلة، ما يعرف بتسمية «السنوات السبع العجاف»، ولم يكن ذلك العجز الأخير من نوعه. بعد اتحاد عام 1707، كانت هنالك محاولة واعية بين طبقة النبلاء لتحسين الزراعة. وشملت التحسينات إدخال صناعة التبن، والمحراث الإنجليزي، والمحاصيل الجديدة، والدورة الزراعية، والتسييج. شهدت عمليات إخلاء الأراضي المنخفضة (التي كانت جزءًا من التحسينات الزراعية) الإخلاء القسري لمئات آلاف المزارعين القرويين والمزارعين المستأجرين في وسط وجنوب اسكتلندا. تلتها في وقت لاحق عمليات إخلاء المرتفعات التي شهدت تهجيرًا قسريًا للكثير من سكان المرتفعات الاسكتلندية وسُيجَت الأراضي لتربية الأغنام. أصبح أولئك الذين بقوا الآن مزارعين مستأجرين يعيشون في مزارع صغيرة.
أصبحت الزراعة الاسكتلندية في القرن العشرين متأثرة بالأسواق العالمية. حصلت زيادة كبيرة في الأسعار في الحرب العالمية الأولى، ولكن تراجعت قليلًا في العشرينيات والثلاثينيات، لتتبعها زيادة أكبر في الحرب العالمية الثانية. في عام 1947 أُصدرَت نشرات الأسعار السنوية في محاولة لتحقيق الاستقرار في السوق. وُجّهَت الجهود في المملكة المتحدة لزيادة الإنتاجية الزراعية في آواخر السبعينيات، ما أدى إلى نشوء الزراعة المكثفة. ازداد انتشار المكننة الزراعية وقل اعتماد الزراعة على اليد العاملة. أحدثت عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي تغييرًا في توجهات الزراعة في اسكتلندا. أصبح نمو بعض القطاعات غير ممكن إلا في حال وجود دعم. حدثت سلسلة من الإصلاحات في السياسة الزراعية المشتركة في التسعينيات في محاولة للسيطرة على الإنتاج الزائد والحد من مشجعات الزراعة المكثفة وتخفيف الأضرار البيئية. نشأ هيكل مزدوج للمَزارع مع تقسيم الزراعة إلى مزارع تجارية وحيازات صغيرة ومتنوعة.
تشكل الأراضي المخصصة للأعمال الزراعية ما يقارب 79% من إجمالي مساحة الأراضي في. زُرِع 78% من مساحة الأراضي بالحبوب، بينما انخفضت أعداد الحيوانات الزراعية في السنوات الأخيرة. تشكل الغابات ما يقارب 15% من إجمالي مساحة الأراضي في اسكتلندا، معظمها تتبع للملكية العامة وتديرها هيئة الغابات. ارتفع إجمالي الإيرادات الزراعية منذ مطلع الألفية. يتركز إنتاج الزراعة المائية في غرب وشمال البلاد. تعتمد بعض الشركات الزراعية على مصادر دخل أخرى غير زراعية. توظف الزراعة الاسكتلندية ما يقارب 1.5% من القوى العاملة وتساهم بـ 1% من الاقتصاد الإسكتلندي.