الرقابة في الإمبراطورية الروسية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
مارست الوكالات الحكومية في الإمبراطورية الروسية مستويات مختلفة من السيطرة على محتوى الكتب والدوريات والموسيقى والإنتاجات المسرحية والأعمال الفنية والأفلام السينمائية، وتحكمت بتوزيعها والترويج لها. تغيرت الوكالة المسؤولة عن الرقابة في الإمبراطورية الروسية بمرور الزمن. ففي بدايات القرن الثامن عشر، كان للإمبراطور الروسي سيطرة مباشرة، ولكن بحلول نهاية القرن ذاته، أُسندت الرقابة إلى السينودس ومجلس الشيوخ والأكاديمية الروسية للعلوم. ومنذ القرن التاسع عشر، تولت وزارة التربية والتعليم مسؤوليتها ومن ثم أوكلت إلى وزارة الشؤون الداخلية.
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
بدأ تاريخ الرقابة في روسيا قبل فترة طويلة من نشوء الإمبراطورية. إذ يعود تاريخ الكتاب الأول الذي يحتوي على فهرس بالأعمال المحظورة إلى عام 1073، في كييف روس. كانت هذه اللوائح على مدار عدة قرون، مجرد ترجمات عن لغات أخرى لقوائم الرقابة؛ أُعد أول فهرس رقابة روسي أصلي قديم في القرن الرابع عشر. ازداد عدد اللوائح (وكذلك المنشورات غير القانونية) بشكل مطرد حتى بداية القرن السادس عشر.[1] اكتسبت الرقابة نوعًا من الوضع الرسمي لأول مرة في الفترة القيصرية (1547 - 1721): سُنت قانونًا في سينودوس ستوغلاف وكانت موجهة ضد البدع والانشقاقات، وغيرها من الانحرافات المزعومة عن الدوغمائية الدينية والنصوص المقدسة.[2]
حدثت تغييرات كبيرة في سياسة الرقابة على مدار الفترة الإمبراطورية. إذ شكلت إصلاحات بطرس الأول بداية عملية الفصل بين الرقابة الكنسية والعلمانية.[3] وعُهدت إلى منظمات الرقابة مسؤوليات أكبر خلال حكم الإمبراطورة إليزابيث. وتميز عهدها أيضًا بظهور أول الدوريات الخاصة، التي كان لها دور كبير في تعزيز الصحافة وتطورها في الإمبراطورية الروسية. حدثت إحدى أهم التطورات في تاريخ الرقابة الروسية من خلال إصلاحات كاترين الثانية: إنشاء مؤسسة رقابة واستحداث منصب رقيب متخصص.[4] واصل بول الأول، نجل كاترين، أعمال سلفته، من خلال توسيع المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة الدولة.[5] ولكن ألكسندر الأول عكسَ بعض هذه السياسات وأضعف الرقابة. أما في عهد ألكسندر الثالث، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فقُيدت حرية الصحافة من جديد على كافة الأصعدة.[6]
تأثرت العديد من كلاسيكيات الأدب الروسي بالرقابة، وصُور الرقيب عادةً كشخصية مشوهة وكانت موضع سخرية. وقد أعقبت الرقابة الإمبراطورية رقابة سوفيتية، اتخذت العديد من سماتها واستمرت حتى عام 1990.