التباعد الكبير
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
التباعد الكبير (بالإنجليزية: Great Divergence)، وهو مصطلح أشاعه المؤرخ كينيث بوميرانز في كتابه لعام 2000 الذي يحمل نفس الاسم، ويعرف هذا المصطلح أيضًا بالمعجزة الأوروبية، وهو مصطلح وضعه المؤرخ إريك جونز عام 1981،[3] ويشير ذلك المصطلح إلى العملية التي تمكن من خلالها العالم الغربي، وهي أوروبا الغربية وبعض أجزاء العالم الجديد التي أصبحت شعوب أوروبا الغربية القوة السكانية المهيمنة فيها، من التغلب على قيود نمو ما قبل الحداثة ليظهر خلال القرن التاسع عشر مُشكلًا أقوى حضارة عالمية وأكثرها ثراءً، ومتفوقًا على حضارات سلطنة مغول الهند، وإمبراطورية تشينغ الصينية، والعالم الإسلامي، ومملكة جوسون الكورية، وشوغونية توكوغاوا اليابانية.
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
وضع العلماء مجموعة متنوعة من النظريات لتفسير سبب حدوث هذا التباعد الكبير، بما يتضمن الأسباب الجغرافية، والثقافية، والمؤسسية، والاستعمارية، والأسباب المتعلقة بوفرة الموارد، ومحض الصدفة ليس إلّا.[4] يوجد خلاف على وصف هذا التباعد «بالكبير»؛ لأن النقطة التي بدأ عندها هذا التباعد بشكل واضح ترجع إلى عصور القرن السادس عشر أو حتى الخامس عشر، مع الثورة التجارية وبدايات مذهب الإتجارية والرأسمالية خلال عصر النهضة وعصر الاستكشاف، ونهضة الإمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية، والعولمة الأولية، والثورة العلمية، وعصر التنوير.[5][6][7][8] ولكن حدثت أكبر قفزة في هذا التباعد خلال القرن التاسع عشر مع الثورة الصناعية والثورة التكنولوجية. ويوجد مدرسة بين العلماء، لهذه الأسباب، تعرف باسم «مدرسة كاليفورنيا»، والتي ينتمي إليها بوميرانز، وتصف هذه المدرسة تلك التغيرات التي حدثت خلال القرن التاسع عشر فقط بفترة التباعد الكبير.[9][10][11][12]
حدث التقدم التكنولوجي بدرجة أكبر في الغرب عنه في الشرق، بمجالات السكك الحديدية، والسفن البخارية، والتعدين، والزراعة، وذلك خلال فترة التباعد الكبير. وأدت التكنولوجيا إلى زيادة في التحول الصناعي والتعقيد الاقتصادي بمجالات الزراعة، والتجارة، والوقود، والموارد، ما زاد في التباعد بين الغرب والشرق. أعطى استخدام أوروبا الغربية للفحم في توليد الطاقة بدلًا من الأخشاب، خلال منتصف القرن التاسع عشر، انطلاقةً كبرى في الإنتاج الحديث للطاقة. ووصل هذا التباعد الكبير إلى قمته في القرن العشرين قبل قيام الحرب العالمية الأولى واستمر حتى أوائل سبعينيات ذلك القرن؛ ولاحقًا، بعد مرور عقدين من التقلبات الغامضة، استُبدل هذا التباعد بحالة من التقارب الكبير في أواخر ثمانينيات القرن العشرين بسبب بلوغ أغلبية دول العالم الثالث معدلات نمو أعلى بشكل ملحوظ من أغلب دول العالم الأول.[13]