الباحثون الروم في عصر النهضة
قائمة ويكيميديا / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يرى العديد من العلماء في موجات هجرة الباحثين البيزنطيين والمهاجرين في الفترة التي أعقبت الحملة الصليبية الرابعة التي نهبت القسطنطينية في عام 1204 وفترة سقوط الإمبراطورية البيزنطية في عام 1453 عاملًا أساسيًا في إحياء الدراسات اليونانية والرومانية، التي ساهمت بدورها في وضع أسس النهضة الإنسانية والعلمية.[1] جلب المهاجرون معهم ما تبقى من الآثار المحفوظة من حضاراتهم (اليونانية) ومعارفهم المتراكمة، التي لم ينج منها شيئًا بعد العصور الوسطى المبكرة في الغرب في الأغلب.
تجسد دورهم الرئيسي ضمن نطاق النهضة الإنسانية في تدريس اللغة اليونانية لنظرائهم الغربيين ضمن دروس خصوصية أو في الجامعات، وذلك تزامنًا مع انتشار النصوص القديمة. اعتُبر كل من بارلام من كالابريا (بيرناردو ماساري) وليونزيو بيلاتو روادًا في هذا المجال، إذ كانا مترجمين مولودين في كالابريا في جنوب إيطاليا، وتعلم كلاهما باللغة اليونانية. يُعتبر الأثر الذي تركه هذين الباحثين على المنخرطين الأوائل في النهضة الإنسانية أمرًا لا جدل فيه.[2]
بلغ عدد الأشخاص المتحدثين باللغة اليونانية في البندقية 5,000 شخصًا تقريبًا بحلول عام 1500. حكم البنادقة كلًا من كريت ودالماسيا والجزر المتفرقة بالإضافة إلى المدن الساحلية للإمبراطورية السابقة، التي ازداد عدد سكانها بسبب اللاجئين من المقاطعات البيزنطية الأخرى الذين فضلوا الحكم الفينيسي على العثماني. اشتهرت كريت بالمدرسة الكريتية لرسم الأيقونات، المدرسة التي اكتسبت أهميةً كبيرةً في العالم اليوناني بعد عام 1453.[3]
انقلب مسار تدفق المعلومات بعد ذروة عصر النهضة الإيطالية في العقود الأولى من القرن السادس عشر، إذ استُخدم الباحثين اليونانيين في إيطاليا للتصدي للتوسع التركي في الأراضي البيزنطية سابقًا في اليونان ومنع انتشار الإصلاح البروتستانتي هناك، بالإضافة إلى المساعدة في إعادة التواصل بين الكنائس الشرقية وروما. أسس غريغوريوس الثالث عشر الكلية البابوية اليونانية في روما في عام 1577، وذلك لاستقطاب الشباب اليونانيين الذين ينتمون إلى أي دولة تُستخدم فيها الطقوس البيزنطية، أي اللاجئين اليونانيين في إيطاليا بالإضافة إلى الروثينيين والمالكيين في مصر وسوريا. بدأ بناء الكلية وكنيسة القديس أتاناسيو في ذلك العام، فضلًا عن بناء جسر فوق شارع فيا دي غريسي.[4]