استكشاف آيو
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
بدأت عملية استكشاف قمر غاليليو الداخلي للمشتري وثالث أكبر أقماره آيو بشكل متزامن مع اكتشافه في عام 1610، واستمرت حتى يومنا هذا باستعمال الأرصاد الأرضية، وزيارة نظام المشتري عن طريق مركبة فضائية. كان الفلكي الإيطالي الشخص الأول الذي رصد آيو في 8 يناير، 1610،[1] على الرغم من أنّ سيمون ماريوس ربما قد رصده قريبًا من ذلك الوقت. خلال القرن السابع عشر، ساعدت أرصاد آيو بالإضافة إلى أرصاد أٌقمار غاليليو الأخرى صانعي الخرائط والمساحين في قياس خطوط الطول، بالإضافة إلى التحقق من قانون كبلر الثالث للحركة الكوكبية، وفي قياس سرعة الضوء. أنشأ بيير سيمون لابلاس استنادًا إلى التقويم الفلكي الذي وضعه الفلكي جيوفاني كاسيني وآخرون نظرية رياضية لشرح المدارات الرنانة لثلاثة من أقمار المشتري، وهي آيو، وأوروبا، وغانيميد. اكتُشف لاحقًا أن هذا الرنين يمتلك تأثيرًا عميقًا على جيولوجيا هذه الأقمار. سمحت تقنيات التلسكوبات المُحسنة في نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين للفلكيين بتحليل السمات السطحية للقمر آيو على نطاق واسع، بالإضافة إلى تقدير قطره وكتلته.[2]
أعطى ظهور الرحلات الفضائية غير المأهولة في خمسينيات وستينيات القرن العشرين الفرصة لرصد آيو عن قرب. اكتُشف تأثير القمر على المجال المغناطيسي للمشتري في ستينيات القرن العشرين. أعطت تحليقات المسبارين بيونير10 وبيونير 11 ضمن برنامج بيونير في عامي 1973، و1974 القياسات الدقيقة الأولى لكتلة آيو وحجمه. كشفت بيانات مسباري بيونير أيضًا حزام كثيف من الإشعاع بالقرب من آيو، وأشارت إلى وجود غلاف جوي. في عام 1979، حلقتي مركبتي فوياجر خلال نظام المشتري. رصدت فوياجر1 خلال لقائها مع آيو في مارس 1979 البراكين النشطة على سطحه لأول مرة، ورسمت خريطة لسطحه بشكل مفصل، وبشكل خاص الجانب الذي يواجه المشتري. رصدت مركبتي فوياجر حيد البلازما الخاص بآيو، وغلاف آيو الجوي من ثاني أوكسيد الكبريت (إس أو 2) لأوّل مرة. أطلقت ناسا المركبة الفضائية غاليليو في عام 1989، التي دخلت مدارًا حول المشتري في ديسمبر 1995. سمحت غاليليو بدراسة تفصيلية لكل من كوكب المشتري وأقماره، وتضمن ذلك ستة تحليقات بالقرب من آيو بين أواخر عام 1999 وبدايات عام 2002، وقد حصلت على صور عالية الدقة لآيو، بالإضافة إلى طيف سطحه، وأكدت على وجود براكين سيليكاتية عالية الحرارة على سطح آيو. سمحت أرصاد مركبة غاليليو البعيدة لعلماء الكواكب دراسة التغيرات على السطح الناتجة عن البراكين النشطة لهذا القمر.[3]
وصلت المركبة الفضائية جونو إلى المشتري في عام 2016، وقد صُممت هذه المهمة لدراسة الغلاف الجوي للمشتري، بالإضافة إلى باطنه، وقد أجرت العديد من الأرصاد البعيدة لآيو باستخدام تلسكوبها الذي يعمل بطول الموجة المرئي، وكاميرة جونو (جونو كام)، بالإضافة إلى المصور والمطياف بالأشعة تحت الحمراء الخاص بالمركبة (جاي آي أر إيه إم).
وضعت ناسا رفقة وكالة الفضاء الأوروبية خططًا للعودة إلى نظام المشتري في عشرينيات القرن الواحد والعشرين. تخطط وكالة الفضاء الأوروبية لإطلاق مستكشف أقمار المشتري الجليدية (جوس) لاستكشاف كل من الأقمار غانيميد، وأوروبا، وكاليستو في عام 2022، بينما ستطلق ناسا بعثة التحليقات المتعددة حول القمر أوروبا (معروفة سابقًا باسم أوروبا-كليبر) في عام 2025. ستصل كلا المهمتين إلى نظام المشتري في نهاية عشرينيات وبداية ثلاثينيات القرن الواحد والعشرين، ويجب أن تقدر على إنجاز الأرصاد البعيدة لآيو. إنّ مهمة راصد براكين آيو المقترحة بمثابة مهمة في برنامج ديسكفري تخوض حاليًا منافسة ليجري اختيارها، إذ سيكون استكشاف آيو مهمتها الرئيسية. في أثناء ذلك، يستمر رصد آيو من قِبل تلسكوب هابل الفضائي بالإضافة إلى الفلكيين الذين يستخدمون التلسكوبات الأرضية مثل مرصد كيك، والمرصد الأوروبي الجنوبي.