أغطية المريخ الجليدية القطبية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
South polar cap in 2000يمتلك كوكب المريخ غطاءين جليديين دائمين. خلال الشتاء عند القطبين، يحل ظلام مستمر على الغطاءين، ما يبرد السطح ويؤدي إلى ترسيب ما بين 25 و30% من الغلاف الجوي في ألواح من جليد ثاني أكسيد الكربون (الجليد الجاف).[1] عندما يتعرض القطبين لأشعة الشمس مرة أخرى، يتسامى ثاني أكسيد الكربون المتجمد. تنقل هذه التغيرات الموسمية كميات كبيرة من الغبار وبخار الماء، ما يؤدي إلى تكون صقيع وسحاب سمحاق كما على الأرض.[2]
يتكون الغطاءان الجليديان القطبيان من جليد الماء بشكل أساسي. يتراكم ثاني أكسيد الكربون المتجمد على شكل طبقة رقيقة نسبيًا يبلغ سمكها نحو متر واحد عند الغطاء الشمالي أثناء الشتاء الشمالي، بينما يتمتع الغطاء الجنوبي بطبقة جليد جاف دائم يبلغ سمكها نحو 8 أمتار.[3] يبلغ قطر الغطاء القطبي الشمالي نحو 1000 كيلومتر خلال صيف المريخ الشمالي، ويحتوي على نحو 1.6 مليون كيلومتر مكعب من الجليد، ما يعني أن سمك الغطاء هو كيلومتران على افتراض أن الجليد موزع بالتساوي.[4] (للمقارنة، يبلغ حجم الغطاء الجليدي في جرينلاند 2.85 مليون كيلومتر مكعب.) يبلغ قطر وسمك الغطاء القطبي الجنوبي 350 كيلومترًا و3 كيلومترات على التوالي. يُقدر الحجم الإجمالي لجليد الغطاء القطبي الجنوبي بالإضافة إلى رواسب الطبقات المجاورة بنحو 1.6 مليون كيلومتر مكعب.[5] يمتلك كلا الغطاءين القطبيين أحواضًا لولبية الشكل، التي أظهر تحليلها الأخير باستخدام رادار شراد المخترق للجليد أنها تنتج عن رياح سفحية هابطة عمودية تقريبًا والتي تدور بشكل حلزوني بسبب تأثير كوريوليس.[6][7]
يؤدي الصقيع الموسمي لبعض المناطق القريبة من الغطاء الجليدي الجنوبي إلى تكوين ألواح شفافة بسمك متر واحد من الجليد الجاف فوق السطح. مع وصول الربيع، تعمل أشعة الشمس على تسخين باطن السطح ويتراكم الضغط الناتج عن تسامي ثاني أكسيد الكربون تحت الألواح، ما يؤدي إلى ارتفاعه وتكسر الألواح في النهاية. هذا يؤدي إلى ثوران مماثل لنوافير ساخنة من غاز ثاني أكسيد الكربون المخلوط بالرمل البازلتى الداكن أو الغبار. هذه العملية سريعة، وقد رُصد حدوثها خلال بضعة أيام أو أسابيع أو شهور، وهو معدل تغير غير عادي إلى حد ما في الجيولوجيا - خاصة على المريخ. يحفر الغاز المندفع تحت الألواح إلى موقع النوافير نمطًا من القنوات الشعاعية تحت الجليد يشبه العناكب في شكله.[8][9][10]
في يوليو 2018، أعلن علماء إيطاليون اكتشاف بحيرة تحت جليد المريخ، على عمق 1.5 كيلومتر (0.93 ميل) أسفل رواسب الطبقات القطبية الجنوبية (ليس أسفل الغطاء الجليدي الدائم المرئي)، بعرض 20 كيلومتر (12 ميل). هذا هو أول جسم مائي مستقر معروف على المريخ.[11][12]