كتابة استبهامية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الكتابة الاستبهامية هي نوع من الكتابة الحرة المحررة من المعاني والتي لا تعتمد استعمال الحروف.[1][2][3] يدل مصطلح الاستبهام على أن النص لا معنى له ولا استدلالات.[4] وبسبب هذه الخاصية، فإن الكتابة الاستبهامية تصبح خربشات صورية دون معنى مفهوم وواضح، ما يفسح المجال لقارئها لوضع المعاني التي تناسبه ويشرحها. يمكن اعتبارها مماثلة لمحاولات شرح الأعمال الفنية التجريدية. إن النوعية التحريرية للكتابة الاستبهامية تجعلها عابرة للغات، بمعنى أن الناظر إليها يعطيها معنى مهما كانت اللغات التي يتقنها. وهي تسمح بتعدد رمزيات المعنى لنفس العمل. الكتابة الاستبهامية هي شكل من أشكال الفنون الهجينة يدمج النص والصورة ليصبحا وحدة واحدة، ثم يتركها للناظرين ليضعوا تفسيراتهم الشخصية الاعتباطية. يمكن مقارنتها بالكتابة الحرة أو الكتابة لأجل الكتابة فقط، بدلًا من الكتابة لإنتاج سياق لفظي ذي معنى. تسمح طبيعة النص الاستبهامي المفتوحة للمعنى بالظهور عبر الفهم اللغوي؛ من جهة، قد يُقرأ النص الاستبهامي بنفس الطريقة بغض النظر عن اللغة الأم للقارئ.[5] ومن جهة أخرى، فإن الرموز ذات المعاني المتعددة هي احتمال آخر لعمل نص استبهامي، أي إن الكتابة الاستبهامية قد تكون متعددة الدلالات، أو بلا معنى تمامًا، أو ذات معانٍ لانهائية، أو قد يتطور معناها مع مرور الوقت.[6] تترك الأعمال الاستبهامية للقارئ أن يقرر كيفية ترجمتها واستكشافها؛ وبهذا يصبح القارئ مشاركًا في إنشاء العمل الاستبهامي.
في عام 1997، استعمل الشاعران البصَريان تيم غيز وجيم ليفتويتش كلمة استبهام لأول مرة لتسمية إيماءات الكتابة شبه الخطية.[7] ثم بدأا بتوزيعها على المجلات الشعرية سواء الموجودة على الإنترنت أو المطبوعة. بحث المؤلفان أشكالًا شبه شفوية وشبه حرفية من الكتابة، ونصوصًا استبهامية بصفتها خيارًا إبداعيًا وممارسةً متعمدة. منذ أواخر تسعينيات القرن العشرين، ازدهرت الكتابة الاستبهامية بصفتها حركةً أدبية/فنية عالمية. وقد نمت بشكل خاص في الجزء الأول من القرن الحادي والعشرين، على الرغم من وجود اعتراف بتاريخ طويل ومعقد يسبق أنشطة الحركة الاستبهامية الحالية، خاصة في ما يتعلق بالخط العربي المجرد، والكتابة دون كلمات، والكتابة اللفظية التي تضررت بشكل كبير. صرّح جيم ليفتويتش مؤخرًا بأن الحالة الاستبهامية للعمل الاستبهامي هي هدف مستحيل التحقيق، وبأنه لا يمكن إنشاء عمل فني/أدبي بالكامل دون معنى. بدأ باستخدام مصطلح «وباء عالمي» لوصف هذا النوع من الأعمال الفنية.[8] وجد آخرون مثل المؤلف ترافيس جيبسون أن مصطلح الاستبهام يمثل إشكالية لأنه «يدل على الكتابة بلا معنى».[9]