علم الإنسان الثقافي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
علم الإنسان الثقافي أو الأناسة الثقافية (بالإنجليزية: Cultural anthropology)، من فروع علم الإنسان العام، ويهتم بدراسة الثقافة من جوانبها المختلفة حيث يركز على دراسة بناء الثقافات البشرية وأدائها لوظائفها في كل زمان ومكان.[1][2][3] يهتم دارس الاناسة الثقافية بجميع الثقافات لأنه يسهم في الكشف عن استجابات الناس نحو مشكلات الحياة والعمل ومن أهم عناصر الثقافة اللغة، ويرجع الفضل إلى العالم إدوارد تايلور في نشأة هذا الفرع وتطوره وتنظيم موضوعاته في إطار واحد ينتظم حول الثقافة، ولعل التعريف الذي قدمه تايلور لا يزال سائداً حتى يومنا هذا على الرغم من ظهوره عام 1878 ويذهب تعريف الثقافة إلى أنها: ذلك الكل المركب الذي يضم المعرفة والعادات والمعتقدات والأخلاق والفن والقانون، وأية قدرات أخرى يكتسبها الإنسان باعتباره عضواً في المجتمع وفي ضوء هذا التنوع والكثرة التي تشتمل عليها الثقافة فإن الأناسة الثقافية تضم الفروع التالية: علم الأعراق، علم الآثار واللغويات.
صنف فرعي من | |
---|---|
جزء من | |
يمتهنه |
جاء السير إدوارد تايلور بأوائل العبارات التي تحمل المعنى الأنثروبولوجي لمصطلح ‹‹الثقافة›› عندما كتب في الصفحة الأولى من كتابه الصادر عام 1871: ‹‹الثقافة، أو الحضارة، المأخوذة بمعناها الواسع والإثنوغرافي، هي تلك الكلية المعقدة التي تشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والعرف وأي قدرات وعادات أخرى يكتسبها الإنسان كعضو في المجتمع››. في وقت لاحق أفسح مصطلح ‹‹الحضارة›› المجال للتعاريف التي قدمها في. غوردون تشايلد، مع الثقافة التي تشكّل مصطلحًا شاملًا والحضارة التي أصبحت نوعًا معينًا من الثقافة.[4]
يعكس مفهوم ‹‹الثقافة›› الأنثروبولوجي جزئيًا ردّ فعل على الخطابات الغربية السابقة المبنية على أساس متعارض بين ‹‹الثقافة›› و‹‹الطبيعة››، والتي بموجبها عاش بعض البشر في ‹‹حالة طبيعية››. جادل علماء الأنثروبولوجيا بأن الثقافة هي ‹‹طبيعة إنسانية››، وأن جميع الناس لديهم القدرة على تصنيف الخبرات، وترميز التصنيفات ترميزًا رمزيًا (أي في اللغة)، وتعليم مثل هذه التجريدات للآخرين.
بما أن البشر يكتسبون الثقافة من خلال عمليات التعلّم من خلال التعرّف على ثقافة المجموعة والتنشئة الاجتماعية، فإن الأشخاص الذين يعيشون في أماكن مختلفة أو ظروف مختلفة يطوّرون ثقافات مختلفة. أشار علماء الأنثروبولوجيا أيضًا إلى أنه من خلال الثقافة يمكن للناس التكيّف مع بيئتهم بطرق غير وراثية. ولذلك، فإن الأشخاص الذين يعيشون في بيئاتٍ مختلفة غالبًا ما ينمّون ثقافاتٍ مختلفة. انبثق جزء كبير من النظرية الأنثروبولوجية من تقدير التوتّر بين الثقافات المحلية (الثقافات الخاصة) والعالمية (الطبيعة الإنسانية العالمية، أو شبكة الروابط بين الناس في أماكن/ ظروف مختلفة) والاهتمام بها.[5]
صعدت الأنثروبولوجيا الثقافية في سياق أواخر القرن التاسع عشر، عندما كانت المسائل المتعلّقة بالثقافات التي كانت ‹‹بدائية›› و‹‹مُتحضّرة›› تشغل عقول ليس فقط ماركس وفرويد، بل العديد من الثقافات الأخرى أيضًا. وضع الاستعمار وعملياته المفكرين الأوروبيين على اتصال مباشر أو غير مباشر بـ‹‹الآخرين البدائيين››.[6] كان الوضع النسبي للعديد من البشر، الذين يمتلك بعضهم تقنياتٍ متقدمة حديثة تضمّنت المحركات والبُرق، في حين أن بعضهم الآخر كان يفتقر إلى كل شيء باستثناء أساليب التواصل وجهًا لوجه، وما زالوا يعيشون نمط حياة العصر الحجري، موضع اهتمام الجيل الأول من علماء الأنثروبولوجيا الثقافية.
بالتوازي مع صعود الأنثروبولوجيا الثقافية في الولايات المتحدة، طُوِّرت الأنثروبولوجيا الاجتماعية، والتي تكون فيها الاجتماعية هي المفهوم المحوري والتي تركز على دراسة الأوضاع والأدوار الاجتماعية والمجموعات والمؤسسات والعلاقات فيما بينها—كمجالٍ أكاديمي في بريطانيا وفرنسا.[7] يرتكز المصطلح الشامل ‹‹الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية›› على كل من التقاليد الأنثروبولوجية الثقافية والاجتماعية.[8]