سفينة المايفلاور
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
مايفلاور (بالإنجليزية: Mayflower) [أو زهرة مايو/أيار] هي السفينة الإنجليزية التي أقلت مجموعةً من الرواد الأوائل إلى أمريكا الشمالية في العام 1620. بنيت حوالي العام 1610، ومن المحتمل أنها كانت ذات ثلاثة أشرعةٍ، ومن طابقين، أما عن حجمها فكان طولها نحواً من عشرين وخمسة أمتارٍ، وعرضها حوالي عشرين وخمسة أقدامٍ (نحو ثمانية أمتارٍ)، ووزنها حوالي خمسين ومئة طنٍ.[1][2][3] كان قبطانها يدعى «كريستوفر جونز»، وركابها مجموعةً من العائلات الإنجليزية المعروفة اليوم باسم «الحُجّاج» (بالإنجليزية: Pilgrims). أقلعت «مايفلاور» من إنجلترا في 15 أغسطس/آب من العام 1620 برفقة سفينةٍ أخرى اسمها «اسبيدويل»، وبعدما قفلت عائدةً مرتين بسبب الأعطاب التي أصابت «اسبيدويل» أبحرت «مايفلاور» بمفردها من ميناء بليموث الإنجليزي في 16 سبتمبر/أيلول.
الكتلة | |
---|---|
البلد | |
المالك | |
أحداث مهمة |
|
عدد الصواري |
بعد عشرة أسابيعَ شاقةٍ من الإبحار رست «مايفلاور» -وعلى متنها اثنان ومئة (102) راكبٍ، وطاقم مؤلف من حوالي ثلاثين بحاراً- بالقرب من رأس «كيب كود» في ماساتشوستس في 21 نوفمبر/تشرين الثاني من العام 1620. «كيب كود» التي تُعرف الآن بميناء «بروفنستاون»، ثم وصلت إلى المكان المعروف حالياً باسم «بليموث» في ولاية ماساشوسيتس في 26 ديسمبر/كانون الأول بعد مضي خمسة أيامٍ من اكتشاف الموقع من قبل إحدى المجموعات الصغيرة.
بخلاف معاصريهم من «الطهريين» (أو البيوريتان الذين سعوا لإصلاح كنيسة إنجلترا وتطهيرها) اختار «الحجاج» لأنفسهم الانفصال عن «كنيسة إنجلترا» لأنهم اعتقدوا أنها كانت فوق الفداء [لا تستحق التضحية أو غير قابلةٍ للإصلاح] بسبب ماضيها الروماني الكاثوليكي، ومقاومة الكنيسة ذاتها للإصلاح، الأمر الذي دعاهم للصلاة على انفرادٍ. ابتداءً من العام 1608 غادرت مجموعة من العائلات إنجلترا متوجهةً إلى هولندا حيث يمكنها ممارسة شعائرها بحريةٍ. وبحلول العام 1620 قرر المجتمع عبور الأطلسي نحو أمريكا التي اعتبروها «أرض الميعاد الجديدة» حيث سيؤسسون مستعمرة «بليموث» لاحقاً.[4] [5]:44
كان الحجاج يأملون -في البدء- في الوصول إلى أمريكا بحلول أوائل أكتوبر/تشرين الأول باستخدام سفينتين، لكن التأخير والتعقيدات حتمت عليهم استخدامهم لسفينةٍ واحدةٍ فحسب هي «مايفلاور». بُعيْد وصولهم في نوفمبر/تشرين الثاني كان عليهم تدبر البقاء على قيد الحياة على غير استعدادٍ لفصل الشتاء القاسي. ونتيجةً لذلك نجا نصف الحجاج الأصليين فقط من الشتاء الأول في مستعمرة «بليموث»، ودونما مساعدة الشعب الأصلي المحلي لتعليمهم جمع الطعام، ومهارات البقاء الأخرى فلربما كان جميع المستعمرين قد لاقوا حتفهم. في العام التالي احتفل أولئك الثلاثة والخمسون (53) الناجون[6] بحصاد الخريف الأول للمستعمرة جنباً إلى جنبٍ مع تسعين من سكان «وامبانواغ» الأمريكيين الأصليين،[7] وتلك مناسبة أُعلن عنها بعد قرونٍ في أول عيد شكرٍ أمريكي.[8]
أقلعت «مايفلاور» من أمريكا عائدةً في 15 أبريل/نيسان من العام 1621، ولا يُعرف على وجه اليقين ماذا حدث للسفينة بعد إيابها إلى إنجلترا. يعتقد بعض المؤرخين أنها تعرضت للتلف بعد وفاة «كريستوفر جونز» في العام 1622 رغم أنه ثمة سفينة تدعى «مايفلاور» أيضاً قامت بعدة رحلاتٍ إلى أمريكا فيما بعد. يعتقد بعضهم الآخر أن «وليم راسل» قام بشراء السفينة واستغل جوفها مخزناً للحبوب، هذا المخزن الموجود حالياً في قريةٍ على أطراف لندن تسمى «جوردانز».
أما السفينة «مايفلاور II» -التي بنيت على غرار الشكل نفسه الذي يُعْتقد أن السفينة الأصلية كانت عليه- فمحفوظة في بليموث في ولاية ماساتشوستس. وفي العام 1957 قامت بعبور المحيط الأطلسي في رحلةٍ استغرقت خمسين وأربعة (54) أيام، وقد أهداها البريطانيون إلى الشعب الأمريكي عربوناً للصداقة.
قبل الإبرار من السفينة «مايفلاور» دون الحجاج «اتفاقية مايفلاور» ووقعوها، وهو ميثاق أنشأ حكومةً بدائيةً حيث سيساهم كل عضوٍ في سلامة ورفاهية المستعمرة المخطط لها. وبوصفها واحدةً من أقدم السفن الاستعمارية أصبحت هذه السفينة رمزاً ثقافياً في تاريخ الولايات المتحدة. جرى التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية الأربعمئة للإبرار أثناء العام 2020 في كلٍّ من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وهولندا، لكن «جائحة كورونا» COVID-19 أوقفت بعض هذه المخططات. أصدرت «دائرة البريد الأمريكية» طابعاً جديداً لمايفلاور طُرح للبيع في 17 سبتمبر/أيلول من العام 2020.[9]