ذهب موسكو
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
ذهب موسكو (بالإسبانية: Oro de Moscú) أو ذهب الجمهورية (الإسبانية) (بالإسبانية: Oro de la República) وهو مصطلح يشير إلى عملية نقل 510 طن من الذهب، أي ما يعادل 72.6٪ من احتياطي الذهب لبنك إسبانيا من مكان إيداعه في مدريد إلى الاتحاد السوفيتي بعد أشهر من بدء الحرب الأهلية الإسبانية، بأمر من حكومة الجمهورية الثانية برئاسة فرانسيسكو لارجو كاباليرو (PSOE)، وبمبادرة من وزير المالية خوان نيغرين، وكذلك الخطوات اللاحقة المتعلقة ببيعها لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية واستخدام الأموال التي تم الحصول عليها. تم تحويل الربع المتبقي من احتياطي البنك أي 193 طنًا إلى فرنسا وبيع أيضًا معظمها، وهي عملية تُعرف على سبيل المقارنة باسم ذهب باريس.
تقدر تلك السبائك المعدنية المنقولة إلى الاتحاد السوفيتي بالقيمة الإجمالية الحالية بـ 12.2 مليار يورو (بأحوال 2010) بسبب محتواها المعدني، وقيمة نقدية قد تتجاوز 20 مليار يورو.
كانت عبارة ذهب موسكو قد استخدمتها الصحافة الدولية في ثلاثينيات القرن الماضي، وانتشرت خلال الحرب الأهلية الإسبانية والسنوات الأولى من نظام فرانكو في إشارة إلى الحلقة التاريخية الإسبانية. وتم استخدامه دوليًا خلال الحرب الباردة من قبل الدعاية والدعاية المناهضة للسوفيات ضد الأحزاب والنقابات الشيوعية الغربية لحرمان مصادر التمويل لأنشطة الأخيرة، معتبرين أن الأموال جاءت في الغالب من الاتحاد السوفيتي، حتى أصبح شائعًا عبارة «دفعته موسكو».
كانت تلك الحلقة التاريخية الإسبانية منذ السبعينيات، موضوعًا للعديد من الأعمال والمقالات المستندة إلى الوثائق الرسمية والخاصة، ولكنها كانت أيضًا موضوعًا للنقاش التأريخي والخلافات القوية، خاصة في إسبانيا نفسها. تركز الخلافات على التفسير السياسي لدوافعه وبيعه للاتحاد السوفيتي، واستخدام العملة الأجنبية التي تم الحصول عليها معه ووجهتها وعواقبها على تطور الصراع، وكذلك تأثيره اللاحق على الجمهورية في المنفى. وفي العلاقات الدبلوماسية بين حكومة فرانكو والاتحاد السوفياتي.
اعتبر المؤرخون مثل أنخل فيناس أو إنريكي موراديوس أن إرسال الذهب إلى الاتحاد السوفيتي كان الخيار الوحيد القابل للتطبيق في مواجهة تقدم المتمردين وعدم تدخل الديمقراطيات الغربية، مما سمح ببقاء الجمهورية. ومع ذلك اعتبر زعيم الكونفدرالية فرانسيسكو أولايا موراليس[1] أن ذلك كان من أهم العوامل في هزيمة الجمهوريين، وألقى باللوم فيه مباشرة على خوان نيغرين. من جانبه ذكر البريطاني جيرالد هوسون أن وثائق الأرشيف العسكري الروسي التي درسها تكشف أنه «من خلال تغيير سعر صرف الروبل مقابل الدولار خلسة لكل عنصر يشحنونه، من قاذفة إلى المحامل وشمعات الإشعال، خدع السوفييت الجمهورية الإسبانية بملايين الدولارات (وربما وصل إلى 51 مليون دولار فقط في مبيعات الأسلحة)».[2]