ذكاء جمعي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
ذكاء جمعي أو ذكاء تكافلي أو مشترك، (بالإنجليزية: Collective Intelligence) هو الذكاء الذي ينشأ نتيجة التعاون أو حتى التنافس بين أفراد مجموعة بشريَّة معيَّنة وصولاً لصنع قرار مشترك، يُستخدم هذا المصطلح في علم الاجتماع وفي العلوم السياسيَّة ؤخصوصاً في مواضيع أنظمة التصويت المتنوِّعة ووسائل الإعلام وغيرها من وسائل قياس النشاط الجماعي في المجتمع، ويمكن قياسه من خلال معدَّل الذكاء الجماعي Collective IQ، كما أنَّ مفهوم الذكاء الجماعي موجود أيضاً عند الحيوانات[1]:63 وحتى الجراثيم.[1]:69
أشار نورمان لي جونسون إلى الذكاء الجماعي باسم «الذكاء التكافلي» ويستخدم هذا المفهوم في علم الاجتماع وإدارة الأعمال وعلوم الكومبيوتر والبرمجيات وفي مواضيع الخيال العلمي أيضاً[2]، بينما عرَّفه بيير ليفي بأنَّه شكل من أشكال الذكاء المنتشر على مستوي عالمي والذي يهدف إلى تنسيق وتعاون مشترك وصولاً لأفكار ومفاهيم جديدة بدلاً من الالتزام بعادات وتقاليد المجتمع البالية[3]، ويؤكِّد بيير ليفي وديريك كيركوف إلى أهميَّة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وشبكات الإنترنت وقدرتها على تعزيز الذكاء الجماعي وتوسيع نطاق التفاعل البشري على مستوى العالم.[4]
يساهم الذكاء الجماعي بشكل فعَّال في انتقال المعرفة من المستوى الفردي إلى المستوى الجماعي العام، ووفقاً لإريك ريموند وجي سي هيرز فإنَّ هذا النوع من الذكاء المفتوح والعام ستكون نتائجه في نهاية المطاف أكبر وأكثر تفوقاً من الذكاء والمعرفة الناتجة عن البرمجيَّات التي تطوِّرها وتحتكرها بعض الشركات، ويرى الباحث الإعلامي هنري جينكينز أنَّ الذكاء الجماعي مصدر بديل عن الإعلام التقليدي لأنَّه يساهم في تمازج الثقافات والمعارف البشريَّة خارج إطار التعليم المدرسي الرسمي، وينتقد جينكينز المدارس لأنَّها تروِّج للحلول المستقلَّة الفرديَّة وتحارب التعليم الذي توفِّره الطرق المعرفيَّة البديلة الناتجة عن الذكاء الجماعي[5]، بل يذهب بيير ليفي وهنري جينكينز إلى أبعد من ذلك حين يؤكِّدان أنَّ الذكاء الجماعي هام جداً في عملية التحوُّل الديمقراطي لأنَّه يرتبط بثقافة جماعيَّة قائمة على المعرفة وبالتالي فهو يساهم في فهم تنوُّع المجتمع وتعدُّديَّته.
تأثَّر العديد من الكتَّاب بمفهوم الذكاء الجماعي ومن أشهرهم: فرانسيس غالتون ودوغلاس هوفشتادتر (1979)، بيتر روسل (1983)، توم أتلي (1993)، بيار ليفي (1994)، هاوارد بلوم (1995)، فرانسيس هيليغن ودوغلاس إنجيلبرت وولويس روزينبرغ (2003).