بطالة تقنية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
البطالة التكنولوجية (بالإنجليزية: Technological unemployment) هي خسارة العمل بسبب التغيير التكنولوجي. يتضمن مثل هذا التغيير بالإجمال تقديم أجهزة توفير الجهد «العضلة الميكانيكية» أو بدقة أكثر عمليات الأتمتة «العقل الميكانيكي». كأحصنة فحسب تستعمل كمحركات أولى أصبحت تدريجيا متقادمة عن طريق السيارة، كما أن عمل البشر تأثر عبر العصور الحديثة.
فالأمثلة التاريخية تشمل الناسجين الحرفيين الذين أصبحوا فقراء بعد ظهور منوالات الميكانيكية. خلال الحرب العالمية الثانية، حلت آلة القنابل الخاصة بألان تورين العديد من الشفرات خلال ساعات في حين عجز الإنسان عن حلها خلال ألاف السنين. وكمثال معاصر للبطالة التكنولوجية نذكر تغيير الصراف بالتجزئة بالخدمة الذاتية للدفع.
يمكن لذلك التغيير التكنولوجي أن يسبب خسارة قصيرة المدى للعمل وهذه الفكرة مقبولة إجمالا إلا أنها لا تنهي ارتفاع نسبة البطالة. يوجد مشاركين في مناظرة البطالة التكنولوجية، متفائلين ومتشائمين. يتفق المتفائلين بأن هذا التطور يضمن بأنه لا يوجد تأثير سلبي طويل على المدى على العمل، لكن المتشائمين ادعوا بأن التكنولوجيا الجديدة تخفض من العدد الإجمالي للعمال في العمل. اشتهرت عبارة «البطالة التكنولوجية» في الثلاثينيات من طرف جون ماينار كينز الذي قال، «توجد مرحلة مؤقتة فحسب لسوء التسوية».[1] في حين موضوع تغيير اليد العاملة البشرية بالآلات تمت مناقشته منذ عصر أرسطو.
قبل القرن 18، فكرت كل من الطبقة الراقية وعامة الناس في وجهة نظر المتشائمين حول البطالة التكنولوجية وخاصة عندما ازدهرت. وبسبب نسبة البطالة المنخفضة في ما قبل العصر الحديث، لم يأخذ هذا الموضوع اهتماما كبيرا. في القرن 18، أصبح الخوف من تأثير الآلات على العمل قوي مع ارتفاع نسبة البطالة وخاصة في بريطانيا العظمى التي كانت في واجهة الثورة الصناعية. لكن قام بعض المفكرين الاقتصاديين بمناقشة ذلك الخوف مدعين أنه لا يوجد أي تأثير سلبي لهذا التطور على العمل في حين أصبحت هذه الحجج مقننة في بداية القرن 19 من طرف الاقتصاديين الكلاسيكيين. خلال النصف الثاني من القرن 19، بدا جد واضح بأن كل فئات المجتمع استفادت من التطور التكنولوجي بما فيه الطبقة العاملة كما انخفض الاهتمام بالتأثير السلبي للاختراع. ابتكر مصطلح «أكذوبة اللاظية» لوصف التفكير بأن الاختراع قد يقضي على التأثير الخطير على العمل.
في بداية الثمانينات، تم تحدي فكرة أنه غير محتمل أن تؤدي التكنولوجيا للبطالة طويلة المدى من طرف أقلية من الاقتصاديين ومن بينهم ريكاردو. كما كان العشرات من الاقتصاديين حذرين من البطالة التكنولوجية خلال اشتداد المناظرة التي أصبحت شائكة الثلاثينات والستينيات. وخاصة في أوروبا، كانت هناك تحذيرات في العشرينيتين المتقاربتين خلال القرن العشرين، سجل المعلقون ارتفاع شديد في نسبة البطالة التي عانت منها العديد من البلدان الصناعية منذ السبعينيات. لكن تمسكت أغلبية معقولة من الاقتصاديين الاحترافيين والعوام المهتمين بوجهة النظر التفاؤلية خلال القرن العشرين.
في العقد الثاني من القرن 21، أطلقت العديد من الدراسات مقترحة بأن البطالة التكنولوجية قد تتزايد في العالم. فعلى سبيل المثال قدّر أساتذة جامعة أوكسفورد، كارل بنيديكت ومايكل أوزبورن، بأن خطر الآلية يمثل 47 بالمائة على العمل في الولايات المتحدة. إلا أنه أسيئ فهم نتائجهم مرارا وأوضحوا في تقارير أخبار "بي بي أس" أنها لا تعني بالضرورة البطالة التكنولوجية المستقبلية. في حين أن العديد من الاقتصاديين والمعلقين لا يزالون يجادلون بأن هذه المخاوف لا أساس لها، كما كان مقبولاً على نطاق واسع في معظم القرنين الماضيين؛ القلق بشأن البطالة التكنولوجية يتزايد مرة أخرى. ذكر تقرير ويرد سنة 2017 أشخاصًا واعين مثل الاقتصادي جين سبارلينغ وأستاذ الإدارة أندرو ماكافي حول فكرة استخدام خسارة العمل الموجود والمحتمل بلأتمتة يعد "قضية مهمة". فيما يخص الادعاء الأخير الخاص بوزير الخزانة ستيف منوشين بأن الأتمتة "لن يكون لها أي تأثير كبير على الاقتصاد خلال الخمسين أو المائة سنة المقبلة"، يقول ماكافي، "لا أتحدث إلى أي شخص في الميدان يؤمن بأن الابتكارات التكنولوجية الحديثة يمكنها جعل البشر متقادمين مع المجالات المهنية، ذوي الياقات البيضاء، ذوي المهارات المتدنية، والإبداعية، وغيرها من "الوظائف العقلية".
يناقش تقرير التنمية في العالم 2019 الصادر عن البنك الدولي فكرة أنّ الآلية تزيح العمال، فإن الابتكار التكنولوجي يخلق صناعات ووظائف جديدة أكثر توازناً.