المرأة في الهندوسية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تقدم النصوص الهندوسية وجهات نظر متنوعة ومتضاربة حول وضع المرأة، وذلك بدءاً من وضعها أحيانا كإلهة (كالآلهة الهندوسية المؤنثة) إلى الحد دورها كإبنه مطيعة وربة بيت وأم.
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
في ترنيمة «ديفي سوكتا» الموجودة في كتاب الريجفدا (إحدى الكتب الهندوسية المقدسة)، يظهر أن الروح المؤنثة جوهر الكون، ومنها ينشئ كل المسائل والوعي الأبدي واللانهائي، وواقع الميتافيزيقية والتجريبية (براهمان)، الروح (الذات العليا) لكل شيء.[1][2]
في كتاب السمرتي، يوضح وضع المرأة في الهندوسية بأشكال مختلطة ومتناقضة، وفي كتاب مانوسمريتي يؤكد أن المرأة «زوجة، ويجب عليها أن تطيع زوجها وتلتمس الحماية من والدها، في حال كونها شابه متزوجة، واعتبارها أرملة ابنها». وفي الأقسام الأخرى من نفس الكتاب يؤكد أنه يجب على المرأة أن تكرم وتتزين، ومع ذلك فقد شكك العلماء في أصلية أو فساد تلك النصوص مع مرور الوقت، طبقا للاصدارات التي لا تتفق مع العديد من مخطوطات السمرتي التي تم اكتشافها.[3]
بالإضافة إلى ذلك، فإن الهندوس ـ كما جاء في مانوسمرتي ـ بشجعون على الزواج المبكر، ويعتبرون عدم الزواج عاراً، ومنذ الصغر يهتم الأهل بإتمام زواج أولادهم. والزواج يربط المرأة بزوجها رباطاً أبدياً، لذلك فقد انتشر عندهم إذا مات الزوج قبل الزوجة أن تحرق الأرملة مع جثمان زوجها لأنَّه خير لها أن لا تبقى بعده، ويدعون للتباعد في الزواج بحيث لا يتزوج الإنسان من قريباته، من جهة الأم أو الأب، ويضعون شروطاً قاسية تتعلق باختيار الزوجة.
وإذا كان موضوع حرق المرأة الأرملة مع جثمان زوجها قد توقف بشكل شبه نهائي بعد قانون أصدره المستعمرون الإنجليز عام 1830، فإنَّ المرأة ظلّت محرومة من ميراث أبويها حتّى سنة 1956، حيث صدر قانون في الهند يعطيها هذا الحقّ، إلاَّ أنَّ المرأة لـم تنتهِ معاناتها بعد في مجتمع الهند حيث لازالت مشكلة «الدوطة» التي على الأهل تأمينها تقف عائقاً أمام زواجها، وبعد تطوّر الفحص الجنيني قبل وضع الحمل لمعرفة جنس الجنين، فقد ساعد ذلك على انتشار حركة الوأد للأنثى إمّا بالإجهاض أو بالدفن لحظة الولادة. وهذا ما تطلب من البرلمان الهندي أن يصدر في أغسطس من عام 1994م قانوناً يحظِّر إجراء الفحوص الطبية لتحديد نوع الجنين قبل ولادته.[4][5]
وتعطي الهندوسية للرّجل حقَّ تطليق زوجته، وهذا الحقّ غير معطى لها، أمّا الأمور التي تبرّر له هذا الطلاق، فهي بحسب شرعهم في مانوسَمَرتي محدّدة بالنص التالي: «يحقّ للرّجل أن يطلّق زوجته إذا ما ظهر له فيها عيب أو مرض أو أنَّها غير بكر، أو أنَّها أعطيت له بخدعة».[4][5]
في النصوص الهندوسية القديمة المتواجدة في العصور الوسطى، تم تقديم عدة صور متنوعة عن واجبات وحقوق المرأة في الديانة الهندوسية. النصوص التي تعترف بثمانية أنواع من الزواج بدءاً من الأب للعثور على شريك حياة لابنته والتماس موافقتها (زواج البراهما)، حيث أن الزوجين يلتقيا ببعضها البعض دون مشاركة الوالدين (زواج جاندارفا). ويفسر ذلك علماء الدين بالحقبة الفيدية للنصوص الهندوسية، كذلك فان سجلات المسافرين إلى الهند قديما وفي القرون الوسطى، توحي بعدم ممارسة المجتمع الهندوسي القديم وفي أوائل القرون الوسطى المهر أو ما شابه. وهذه الممارسات قد أصبحت واسعة الانتشار في وقت ما في الألفية الثانية من بعد التطورات الاجتماعية والسياسية في شبه القارة الهندية.[4][5]