العمارة القوطية في البندقية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
القوطية البندقية هي الأسلوب المعماري المحلي المتنوع للبندقية المكون من العمارة القوطية الإيطالية، مع تضافر التأثيرات الناتجة عن متطلبات المباني المحلية وبعض من تأثيرات العمارة البيزنطية والبعض الآخر من العمارة الإسلامية، والذي يعكس الشبكة التجارية للبندقية. يبلغ الأسلوب أوج تميزه وخصوصيته في المباني العامة وهذا ما يُعتبر أمرًا غير اعتيادي بالنسبة لعمارة العصور الوسطى، إذ إن أغلب الأمثلة الصامدة هي أبنية علمانية.
يُعد قصر دوجي وكا دورو من أهم الأمثلة المعروفة على الأسلوب، إذ يتميز كلاهما بوجود اللوجيا (معرض خارجي مسقوف إما طابقي أو أرضي) ذات الأعمدة الصغيرة المتقاربة مع الكثير من زخرفة المتداخلات والمتشابكات التي تعلوها فتحات على شكل زهرات رباعية تمتد على طول سقف اللوجيا، مع زخرفة ملونة تغطي المساحة الفارغة من الجدران. جنبًا إلى جنب مع الأوجي (زخرفة تضم قوسين متعاكسين) الذي تتوجه الحليات النافرة وزخارف نافرة بشكل الحبال المعقودة أو الملتفة، تشكل هذه الخصائص أهم السمات المميزة للأسلوب. تميل العمارة الكنسية القوطية إلى أن تكون بندقية لكن بشكل أقل تميزًا من بقية أنحاء إيطاليا.
من المحتمل أن بداية الأسلوب تعود إلى ما لا يتجاوز القرن الثالث عشر، على الرغم من أن تواريخ القصور القوطية المبكرة، وخاصة سماتها الخاصة مثل النوافذ التي تحتويها، غير مؤكدة بصورة عامة. سيطر الأسلوب في القرن الرابع عشر، وبسبب المباني المحافظة في المدينة ذات الأسلوب القوطي الخاص بالبندقية، وخاصة في القصور الأصغر حجمًا، استمر الأسلوب حتى النصف الثاني من القرن الخامس عشر،[1] واحتفظت عمارة الإحياء البندقية في كثير من الأحيان بأصولها القوطية.
بدأ إحياء للأسلوب كجزء من حركة الإحياء القوطية الأوسع في العمارة الفيكتورية، خلال القرن التاسع عشر واستوحي من كتابات روسكين على وجه الخصوص.[2] بُنيت قصور البندقية في العصور الوسطى أيضًا، على رقع أرضية ضيقة للغاية، فكانت عبارة عن صناديق طويلة مستطيلة الشكل، مع زخرفة تتركز على واجهتها الرئيسية. وبالتالي، طُور الأسلوب من أجل سياق معماري مماثل عُثر عليه في شوارع وسط المدينة، أواخر القرن التاسع عشر.