العلوم خلال عصر التنوير
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تاريخ العلوم خلال عصر التنوير أنتج عديدا من التطورات في العلوم والتقنية خلال عصر التنوير، عندما بدأ نشر الأفكار والمثل العليا في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية. عموما الفترة تمتد من آخر أيام الثورة العلمية في القرن السادس عشر والسابع عشر حتى حوالي القرن التاسع عشر، بعد الثورة الفرنسية (1789) وعصر نابليون (1799-1815). الثورة العلمية شهدت إنشاء أول الجمعيات العلمية، وصعود مركزية الشمس، وتشريد فلسفة أرسطو الطبيعية ومذهب جالينوس الطبي القديم. بحلول القرن الثامن عشر، السلطة العلمية بدأت تحل محل السلطة الدينية وتخصصات الخيمياء وعلم التنجيم فقدت مصداقيتها العلمية.
بينما التنوير لا يمكن تصنيفه إلى مذاهب معينة أو مجموعة من العقائد، جاء العلم ليلعب دورا قياديا في الخطاب والفكر التنويري. العديد من الكتاب والمفكرين التنويريين كان لديهم خلفيات في العلوم المرتبطة بالتقدم العلمي مع الإطاحة بالدين والسلطة التقليدية في صالح تطوير حرية التعبير والفكر. وبصفة عامة، العلم التنويري قدر كثيرا التجريبية والتفكير العقلاني وكان جزءا لا يتجزأ مع المثالية التنويرية للنهوض والتقدم. كما هو الحال مع معظم الأفكار التنويرية، فوائد العلم لم تكن مرئية عالميا; جان جاك روسو انتقد العلوم لإبعادها الإنسان عن الطبيعة وأنها لا تعمل لجعل الناس أكثر سعادة.[1]
العلوم خلال التنوير كانت مسيطر عليها بواسطة الجمعيات العلمية والأكاديميات، التي كانت قد حلت إلى حد كبير محل الجامعات ومراكز البحث العلمي والتنمية. الجمعيات والأكاديميات أيضا كانت العمود الفقري لنضج المهنة العلمية. تطور هام آخر هو نشر العلم بين عدد متزايد من السكان الذين يعرفون القراءة والكتابة. العلماء أدخلوا إلى الجمهور العديد من النظريات العلمية، وخاصة من خلال إنسيكلوبيدي وتعميم النيوتينية بواسطة فولتير وكذلك إيميلي دو شاتيلو المترجم الفرنسي لكتاب نيوتن: المبادئ. بعض المؤرخين اعتبروا القرن الثامن عشر كفترة طفرة في تاريخ العلوم;[2] بيد أن هذا القرن شهد تطورات كبيرة في ممارسة الطب، الرياضيات، الفيزياء؛ علم التصنيف البيولوجي; فهم جديد لكل من المغناطيسية والكهرباء؛ نضوج الكيمياء كتخصص الذي أسس الكيمياء الحديثة.