الاستعمار الأوروبي للأمريكيتين
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
رغم أن الشماليين اكتشفوا واستعمروا شمال شرق أمريكا الشمالية نحو عام 1000 ميلادي، فإن الموجة اللاحقة والمعروفة أكثر من الاستعمار الأوروبي للأمريكيتين هي التي حدثت في القارة الأمريكية بين عامي 1492 و1800 ميلادي خلال عصر الاستكشاف. بدأت العديد من الإمبراطوريات الأوروبية خلال هذه الفترة من الزمن -بشكل أساسي إسبانيا، والبرتغال، وبريطانيا، وفرنسا وهولندا- باستكشاف الموارد الطبيعية ورأس المال البشري للأمريكيتين والمطالبة بهما، مما أدى إلى تهجير السكان الأصليين في الأمريكيتين وتشتيتهم واستعبادهم وإبادتهم، وإلى إنشاء العديد من الدول الاستعمارية الاستيطانية. ما تزال بعض المستعمرات الاستيطانية الأوروبية السابقة- بما فيها نيو مكسيكو، وألاسكا، وسهوب البراري (كندا أو فرنسا الجديدة)/السهول الكبرى الشمالية، «والأقاليم الشمالية الغربية» في أمريكا الشمالية؛ وبرزخ تيهوانتيبيك، وشبه جزيرة يوكاتان ومضيق دارين في أمريكا الوسطى؛ وغابات الأمازون الشمالية الغربية، وجبال الأنديز الوسطى وغويانا في أمريكا الجنوبية- ريفية بشكل نسبي ومأهولة بشكل خفيف من السكان الأصليين في القرن الواحد والعشرين، من ناحية ثانية، نمت العديد من الدول الاستعمارية الاستيطانية لتصبح إمبراطوريات استعمارية استيطانية بحد ذاتها، ومن ضمنها البرازيل، وكولومبيا، والأرجنتين والولايات المتحدة. بدأت روسيا باستعمار شمال غرب المحيط الهادئ في منتصف القرن الثامن عشر، بحثًا عن فرو الحيوانات من أجل تجارة الفرو. تنحدر العديد من البنى الاجتماعية- بما فيها الأديان والحدود السياسية واللغة المشتركة- التي سادت في نصف الكرة الغربي في القرن الواحد والعشرين من البنى التي نشأت خلال تلك الفترة.[1][2][3][4][5][6][7][8]
وصفها المصدر |
---|
كان المعدل السريع الذي نمت فيه ثروة وسلطة أوروبا في أوائل القرن الخامس عشر غير متوقع، لأنها كانت مشغولة بحروبها الداخلية وكانت تتعافى ببطء من خسارتها لسكانها بسبب الموت الأسود (الطاعون الأسود). دفعت القوة التي فرضتها الإمبراطورية العثمانية التركية على طرق التجارة إلى آسيا بالملوك الأوروبيين الغربيين للبحث عن بدائل لها، مما كان سببًا في رحلات كريستوفر كولومبوس وإعادة اكتشافه «للعالم الجديد» عن طريق الصدفة.[9]
بعد توقيع معاهدة توردسيلاس في عام 1494، اتفقت البرتغال وإسبانيا على تقسيم الكرة الأرضية إلى قسمين، حيث سيطرت البرتغال على الأراضي غير المسيحية في النصف الشرقي، وإسبانيا على تلك الموجودة في النصف الغربي. شملت مطالبات إسبانيا بشكل أساسي القارة الأمريكية بأكملها، لكن معاهدة توردسيلاس منحت الطرف الشرقي من أمريكا الجنوبية للبرتغال، حيث أسست فيها البرازيل في أوائل القرن السادس عشر. تعد مدينة سان أوغستين، في فلوريدا حاليًا، والتي أسسها الإسبان في عام 1565، أقدم مستوطنة مأهولة بشكل مستمر أسسها الأوروبيون في الولايات المتحدة المتجاورة.[10]
أصبح واضحًا بعد ذلك للقوى الأوروبية الغربية أنه بإمكانها أيضًا الاستفادة من الرحلات غربًا، وبحلول ثلاثينيات القرن السادس عشر، بدأت البريطانيون والفرنسيون باستعمار الطرف الشمالي الشرقي من الأمريكيتين. أسس السويديون السويد الجديدة خلال قرن من الزمن، وأسس الهولنديون هولندا الجديدة، وطالبت الدنمارك والنروج معًا إلى جانب القوى الأخرى المذكورة سابقًا بجزر الكاريبي، وبحلول القرن الثامن عشر، كانت قد أنعشت الدنمارك والنروج مستعمراتها السابقة في غرينلاند، وبدأت روسيا باستكشاف ساحل المحيط الهادئ من ألاسكا إلى كاليفورنيا والمطالبة به.
تكررت المجابهات الطاحنة كثيرًا في بداية هذه الفترة لأن السكان الأصليين قاتلوا بضراوة من أجل الحفاظ على سلامتهم الإقليمية من الأعداد المتزايدة للمستعمرين الأوروبيين، ومن جيرانهم من السكان الأصليين الذين تم تجهيزهم بالتكنلوجيا الأوروبية الآسيوية. كانت النزاعات بين الإمبراطوريات الأوروبية المتنوعة والسكان الأصليين هي الديناميكية (الحركة) الرئيسية في الأمريكيتين في القرن التاسع عشر، وعلى الرغم من أن بعض أجزاء القارة كانت تحصل على استقلالها عن أوروبا في ذلك الوقت، فإن مناطق أخرى مثل كاليفورنيا وباتاغونيا، والأقاليم الشمالية الشرقية، والسهول الشمالية الكبرى لم تشهد أي استعمار على الإطلاق حتى القرن التاسع عشر.