أدب الدنمارك
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الأدب الدنماركي (دنماركي: Dansk litteratur)، المقصود بالأدب الدنماركي هو الأدب المكتوب باللغة الدنماركية.[1]
يمثل الأدب الدنماركي مجموعة فرعية من الأدب الإسكندنافي، يمتد تاريخه إلى العصور الوسطى. تُعد النقوشات الرونية على الأحجار التذكارية وغيرها من الآثار أقدم نصوص محفوظة من الدنمارك، وبعضها يحتوي على قصائد قصيرة بأسلوب الشعر المعلي. وفي أواخر القرن الثاني عشر ألّف ساكسو غراماتيكوس «مآثر الدنماركيين» (بالدنماركية: «Gesta Danorum»). انتشرت حركة الإصلاح اللوثرية في الدنمارك خلال القرن السادس عشر. وفي تلك الأوقات ترجم كريستيرن بيدرسن العهد الجديد إلى الدنماركية، بينما ألف توماس كينغو الترانيم المسيحية. نشأ الشعر الراقي على يد أندرس أريبو (1587–1637) في أوائل القرن السابع عشر. أُرّخت التحديات التي واجهتها الدنمارك في عصر الملكية المُطلقة عام 1660 في كتاب «مِحن في الذاكرة» (Jammersminde) من تأليف ليونورا كريستينا أولفت. يُعد لودفيغ هولبرغ (1684–1754)، الذي تأثر بأفكار حركة التنوير ومذهب الإنسانية، مؤسس الأدب الدنماركي والنرويجي الحديث. ازدهر الشعر الكلاسيكي الجديد، وفن الدراما والمقال في الأدب الدنماركي في القرن الثامن عشر على غرار التوجهات السائدة في الأدب الفرنسي والبريطاني. بينما يتجلى ثأثير الأدب الألماني في قصائد كبار الشعراء في أواخر القرن الثامن عشر مثل يوهانس إيفال ويينز باغسن. ومن بين كتاب القرن الثامن عشر الآخرين: مؤلف الترانيم هانس أدولف بورسون، والشاعر الساخر يوهان هيرمان فيسل.
تمحور الأدب الدنماركي في العصر الدنماركي الذهبي (1800–1850) حول التفكير الرومانسي، ومن بين مؤلفي هذا العصر الفيلسوف هنريك ستيفنس، والشاعر بيرنهارد سيفيرين إنغيمان (1789–1862). ومن أهم أعلام الثقافة الدنماركية الأدبية في هذا العصر الكاتب نيكولاي غرونتفيغ (1783–1872). اشتهر هانس كريستيان أندرسن (1805–1875) في المقام الأول بحكاياته الخرافية التي كتبها بين عام 1835 و1872. وبجانب ما سبق ذكرهم، سورين كيركغارد (1813–1855) – فيلسوف وجودي ولاهوتي. ظهرت حركة الارتقاء الحديث في إسكندنافيا بقوة إزاء نهاية القرن التاسع عشر (1870–1890) تحت قيادة جورج برانديس (1842–1927)، وهي تدعو إلى المذهب الطبيعي وتناقش الأدب بصفة عامة.
فاز هنريك بونتوبيدان (1857–1943) بجائزة نوبل عام 1917 «لوصفه الصادق للحياة المعاصرة في الدنمارك». أسس يينس بيتر ياكوبسن الحركة الطبيعانية في الأدب الدنماركي بقصائده الرومانسية المكتئبة. ومن بين الكتاب الآخرين: هولغر دراكمان (1846–1908)، وهيرمان بانغ (1857–1912)، وصوفس شاندورف. بدأ القرن العشرين بردود فعل مضادة للحركة الطبيعانية، وتوجه الأدباء عوضًا عن ذلك إلى مذهب القومية. تجسدت النزعة القومية المحافظة في أعمال كاي مونك وفالديمار رودام. بينما تبنى بانغ وياكوبسن مذهب الواقعية المعاصر. تبنى هانس كيرك ومارتن أندرسن نيكسو مذهب الواقعية الاجتماعية. أحدث يبي أوكار (1866–1930)، ويوهانس يورغنسين (1866–1956)، ويوهانس فلهلم ينسن (الفائز بجائزة نوبل) نقلة بُعدية جديدة للأدب الدنماركي. اشتهرت كارين بلكسين (1885–1962، تُعرف كذلك باسمها المستعار إيساك دينسن) بمذكراتها «خارج أفريقيا (1937)».
من أهم أدباء الدنمارك بعد الحرب العالمية الثانية: توف ديتلفسن (1917–1976)، وكلاوس ريفبييرغ (وُلد في 1931)، ودان توريل (1946–1993)، وليف دافيدسن (وُلد في 1950)، وبيارن رويتر (1950)، وبيتر هو (1957)، وينس كريستيان غروندال (1959)، وبيني أندرسون (1929)، وأندرس بودلسن (1937)، وإلسبيث إغهولم (1960)، وكريستيان كامبمان (1939–1988)، وديا ترير مورك (1941–2001)، وياكوب إيرسبو (1968–2008)، ويوسي أدلر–أولسن (1950)، وبيرغيته كوسوفيتش (وُلدت في 1972). أما أنجح كتاب الوقت المعاصر فهم: ليف دافيدسن المشهور بكتابة قصص مشوقة عن التجسس مع امتداد سياسي، وبيارن رويتر المشهور بتأليف روايات مثيرة للاهتمام للقراء اليافعين، وينس كريستيان غروندال المشهور بتأليف قصص حب ذات منعطفات سيكولوجية مثل «صمت في أكتوبر»، و«ضوء مُعدل». وبصفة عامة، لا تزال تجارة الكتب في الدنمارك مزدهرة على الرغم من المشاكل التي حدثت بسبب الأزمة الاقتصادية.